غارقٌ بصمته..!
عيناه الفارغتان....تلاحقان فراغ الغرفة من حوله, و خيوط الدخان المنبعثة من سجائره ....
تنسلُّ من شقوق النافذه!.....
يود لو ينسحب من بين تلك الشقوق...بذات الهدوء!...
لكنِّ دخاناً ما.... يصرُّ على التراكم في صدره!.
يسقطُ رأسَهُ بين كفيّه....
تقتلهُ حيرَتُه!!.
يودُّ لو أنه يبكي.....لكنَّ الرجال لا يبكون!!...
تختنقُ دمعته خلفَ عزَّته!.
يفركُ وجهَهُ بهدوءٍ كمن ينفضُ عنه أكوامَ الغبار!....
و يستلقي على ظهره!.
عيناه التائهتان عنه....لا تغمضان!.....
فهمُّهُ لا ينام!.
يحلّقُ في سقفِ غرفته.....!!
و ساعةٌ معلّقةٌ على جدارٍ أصمّ.... تصرُّ على قتل صمته!...
ضجيجها يُفزعه!!..
..يودُّ كسرها....
لكنَّ عقاربها تلسَعُه!
تتزاحم تكاتُها في رأسه المقفل كالمطرقة....
و الجدران تسير ببرودها المبهم نحوه!.
\
/
\
أنتفضت روحه!!
..... لبسَ معطفه الاسود ...و قبّعة!.......
ثم خرج!
خرج و هو يعلم أنه لا يريد ان يعود!....
أقفل أزرار معطفه على صدره المكتوم.....
و ذهب.... !
هو غامضٌ بطبعه.... و سرّهُ في قبعته
لكنه عندمــا اقفل صــدره....
نسي ان غربتـــه في معـــطفـه !!
~هفـ قلم!! ـوات~